يتوزع علم التاريخ والرواية على موضوعين مختلفين، يستنطق الأول الماضي ويسائل الثاني الحاضر، وينتهيان معاً إلى عبرة وحكاية. بيد أن استقرار الطرفين، منذ القرن التاسع عشر، في حقلين متغايرين لم يمنع عنهما الحوار، ولم ينكر العلاقة بين التاريخ والإبداع الأدبي. فقد ساوى الفيلسوف الألماني لايبنتز (1646 – 1716) بين غايات الشعر والكتابة التاريخية، وناشد المؤرخين أن يرتقوا إلى مصاف الشعراء، ورأى الفرنسي ديدرو، عام 1762، في رواية ريتشارد سون تقدماً في وعي التاريخ قصر عنه المؤرخون. ولم يختلف موقف المؤرخ الإنجليزي الشهير ر. ج. كولنجوود، حين وزع، في ثلاثينات القرن الماضي «الخيال الجبار» على الروائيين والمؤرخين معاً.
الراوية وتأويل التاريخ – د. فيصل دراج
د.إ30.00
سلسلة الفائزين (22)
Reviews
There are no reviews yet.