«عاش أفلاطون في عصر تدهورت فيه دولة المدينة city state وكان المجد الذي اكتسبته اليونان بعد انتصارها على بلاد الفرس قد ذوى قبل أن يولد بوقت طويل. ولقد كان شعوره بإخفاق الروح اليونانية أقوى من شعور جميع معاصريه… وكانت حياته، مثل حياتنا، تقع في نهاية عصر من التوسع، فقد كان في الخامسة والعشرين عندما انتهت الحرب الكبرى بين أثينا واسبرطة بهزيمة مواطنيه وإذلالهم، وتداعت أمام عينيه الإمبراطورية الأثينية، وأدرك أن المهمة الحقيقية ليست إعادة بناء أثينا، وإنما إنقاذ اليونان. ولكي يتحقق هذا الغرض، كان لابد من تحليل متعمق لدولة المدينة ولطبيعة الإنسان….».
«ولقد ظل الفيلسوف دهوراً طويلة يعد مفكراً «أكاديمياً» وحالماً أو متأملاً بعيداً عن الخلافات التافهة التي يصطرع بها عالم الحياة اليومية، كان من المحتم أن يصور أفلاطون على أنه فيلسوف من هذا النوع. أما اليوم، عندما وصلت حضارتنا إلى أزمة مشابهة لتلك التي عاش فيها أفلاطون، فإن في وسعنا أن نراه كما كان على حقيقته – أعني مثالياً أخفق في تطبيق أفكاره عملياً، ومصلحاً ثورياً لم يستطع أن يهتدي إلى أساس سياسي لإصلاحاته».
Reviews
There are no reviews yet.