حافظ البردوني على الشكل التراثي المألوف، لكنه نجح في أن يملأه بما ليس تراثياً ولا مألوفاً من التعابير الشعرية المدهشة، والقادرة على إثبات أن لكل عصر لغة تعبير تختلف في استعاراتها ومجازاتها وانزياحاتها عن لغة أي عصر آخر، كما كانت لغة الشعراء الأمويين، تختلف عن لغة شعراء ما قبل الإسلام، ولغة الشعراء العباسيين تختلف عن لغة الشعراء الأمويين. وبذلك يستمر التصاعد في الإبداع والتجدد في رحلة الحياة.
وهكذا تبدو تجربته الشعرية النوعية المتجددة وكأنها ترسم للأجيال طريقاً يقاوم التعصب والتحجر، ويدعو إلى الانطلاق خارج ما كانت التقاليد قد صاغته من قواعد جامدة ونصائح تدعو إلى العزلة والانكفاء.
Reviews
There are no reviews yet.